أبي ..
لقد تحدثت إليك عندما كنت تعيش في غيبوبةٍ تامة قبل موتك ..
وتحدثت إليك عندما كان الماء ينساب على جسدك قبل الصلاة عليك ..
وقبَّلَت محيّاكَ مدامعي قبل أن أقبّل جبينك الطاهر ..
ورفعتك على كتفي وأنا أرفع الحب كلّه والعطف كله والرحمة كلها ..
كنت أنظر إليك عندما قالوا : الصلاة على الرجل .. !!
وعندما قال الإمام : الله أكبر .. !
قلت : الله .... الله أكبر .. أتمتم بها ومدامعي تخالط أحرفي ..
كنت أدعو لك .. وكأني أدعو لنفسي ..
وأمسح مدامعي ..
وكأن بيديك تمسحهما لإحساسي بأنك تشعر بحُزني عليك ..
وعندما وضعناك في القبر .. !
بدأت أجهش بالبكاء رحمة بك ..
فرفعت يدي إلى الله : أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة ..
وأن يوسعه مدّ البصر .. وأن يهوّن عليك الحساب وييسره ..
وعندما قال أحدهم : هلّوا عليهِ من التراب ثلاثاً جزاكم الله خيراً ..
بدأت بجمع التراب القليل في يدي وأدفن جثمانك ..
ولسان حالي يقول : أعذرني يا أبي .. لم أكن أود أن أدفنك تحت الأرض ..
وأن أزيل معالمك بتلك التربة .. ولكن هذه هي شريعتنا كما ربّيتنا عليها ..
فلا تحسب أني بالتربة دفنتك فقط .. !
بل دفنت السعادة مع جثمانك ..
وهاهو حديثي إليك ..
كما كان كل ليلة بعد موتك ..
ولكنّه هنا مختلف جداً :
يـابـوي تـدري خـاطـري دوم يـطريك تـدري دمـوعـي سـايـلـه بس تبكيك مـاكـان فـي بـالـي يـجـي يوم و أرثيك يـابـوي قـصـرك يـسأل يقول وشفيك قـلـت اعـذرن يـا قصر جيتك اعزّيـك الـلـي رحـل مـاقول شخصٍ سكن فيك مـاقـد سـألـت : الـنـّور يومَه يضوّيك فـوق الـثـلاث عـقـود مرّن و بانيـك صـاح الـقـصـر يـبكي ويصرخ يناديك يـابـوي تـذكـر يـوم أنا كنت أقهـويك تـذكـر يـبـه نـار(ن) بجنبك تدفـّيـك و لآمـن لـفـاك الـلّـي يدوّر سواقيـك رجّـال كـلـمـة مـا بـها أي تشكيـك كـلّ(ن) بـكـاك الـيـوم ومـحدٍ بناسيك مـانـي بـنـاسـي يـوم أشيلك وأودّيك وتـقـول يـاربّـي ابـسـألـك وأرجيك ربّـيـتـنـي يـا جـعـل ربـي يـجازيك وادعـي لـك الـرحـمَـن إنّـه يـهنـّيك ويـجـري لـك الأنـهـار من تحت رجليك مـاكـان فـي بـالـي يـجـي يوم وأرثيك |
12 التعليقات:
يعطيكـ العافيهـ ...
عافاك الله من كل شر وسوء ..
وأشكر لك حضورك الهادئ ..
مـاكـان فـي بـالـي يـجـي يوم وأرثيك
اثرت الشجون
ونفضت الغبار عن الحزن
اقرأها وكأنها من لساني وربي
غفر الله لوالدتي ووالدك
نورة ..
نورة ..
إن الحزن يجبرنا على أن نرى شيئا كمشاعرنا ..
وإن الحزن يجبرني ككاتب وشاعر بسيط جداً ..
أن يحاول محاولة لرثاء أبيه ..
فخرجت كما ترين ، مدامع ذارفة ..
تسيل حتى تُنهك الوجنة وتنهك العين ..
رحمهم الله وغفر لهم ..
معذرة على حُزنك ..
حياك الله في كل زاوية ..
كفى أرجوك ..
كفى ..
كفى ..
... شخص ما ...
السلام عليكم
الله يرحم والدك وجعل مثواه الجنه
أخوك :- ــ ـأـبو ـوـليد ــ
سألوني عن شحوب وجهي .. ذبول عيني .. و عن ابتسامة لم تعرف محياي ؟
لا تسألوني .. فقد رحل .. و رحلت كل الاشياء ..
رحلت الاحلام و الاماني مع الاوهام
رحل الفرح من قلبي .. و رحل الامل و الامال ..
*
ربما اجد علاقه قويه بيني وبين تلك الكلمات التي
أحتوت ابياتك
وربما أشعر بعذاب الألم....الذي نزفته عباراتك
لايسعني الا ان اقول
رحم الله اموات المسلمين
لا اله إلا الله وحده لا شريك له . له الحمد وله الشكر وله الفضل وله الثناء الحسن يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير
* شخص ما ..
لم أستطع التوقف حينها .. مع العلم أني مازلت أتذوق مرارة ذلك الموقف .. ولن أنساه ماحييت .. أهلاً بك وحياك ..
* أبو الوليد ..
اللهم آمين شكراً لك وبارك الل هبك
* غير معرف ..
ليس التعب من الحزن نفسه فقط ! بل التعب هو أن الحزن لم يكن إلا على هذا الأب الغالي الراحل .. فيصبح الحزن أمرين .. الأول : الفراق المؤلم الذي به تتم الموجعات .. الثاني : فقد الأحلام وربما نهايتها ..وهو الذي يصيبنا جميعاً ..
أعانك الله وأعاننا وغفر الله لجميع المسلمين ..
غفر الله له وجمعكم بأعلى مراتب الجنان ..
* غير معرف ..
اللهم آمين .. حياك الله
أليـــم هو ذكر الرآحلين
غفر الله لوآلدك ووآلدينـآوجمبع المسلمين
* أعمــاق ..
اللهم آمين ..
والألم أنهم كانوا طيبين ..
حياك الله ..
إرسال تعليق
شكراً لك على الإطلاع ، بانتظار تعليقك على ما قرأت !
إذا أردت إضافة " لقبك " في التعليق .. إضغط على التعليق بإسم : ثم URL الإسم/العنوان ، إختر لقبك وأترك خانة العنوان فارغة ..
( بعدما تقوم بكتابة التعليق أنقر على " كتابة تعليق " ليتم إرساله )