-
-
كالعادة اضع المؤشر على سطح المكتب بزر الفأرة الأيمن ..
تخرج لي قائمة بها خيارات عدة يتضمنها "مستند نص جديد"
أقوم بفتحه ومن ثم التفكير حيال موضوعٍ معين أراه مناسباً للطرح ..
ولكن سرعان ما أغلق المستند لأعاود التفكير بذلك في مرات مقبلة .
اعتدلت في جلستي على كرسي العمل ، بعد أن كنت مُقدماً على لوحة المفاتيح لأفرقع أصابعي بالتفكير عندما كنت أبحث عن ما أكتبه ، أخذت شوطاً تجاه الحياة بأكملها ، ووضعت خيالي في جنوب أفريقيا ، هناك حيث الفقر والجوع ، فكنت أتساءل كيف عاشوا تلك السنين الطويلة !! ، كيف يقضون يومهم !! ، كيف يواكبون العصر !! ، أليس لديهم إنترنت !! ، لو قمت بزيارتهم وأتيت بالكاميرا الفوتوغرافية لتعجبوا من هيئتك وبعدها الكاميرا !! ، غريبةٌ هي حياتهم ، إن الناظر بخياله لتلك الغابات التي كان يشاهدها في بعض الأفلام عندما يقيمون التمثيل والعمل على فلم معين تكون قصته في أفريقيا ، يعلم أن مواكبتهم للطبيعة ترغم النفس على الراحة والطمأنينة تجاه ما يراه في نهاره وليله ، ولكن .. ما نوع الراحةِ تلك التي تريح الإنسان في العيش وهو لا يجد قوت يومه !! ، إن تأثير اللون الأخضر على العين يبعث في الروح نشوةً سليمة البال ، كذلك اللون الرملي فهو لا يبعث للنفس نشوةً سليمة البال دائماً !! ، ولكن ذلك على حسب ما في جيبك ، فكم من البشر مكثوا سنيناً في البر منهم المرتاح "الغني" والبائس في حياته المسكين "الفقير" ، هنا نقول أن تأثير الألوان إيجابياً ويثبته "المـال" ، وسلبياً ويثبته "الفقـر" .
في مطار "هيثرو" وهو من أضخم مطارات العالم ، ترى ذاك الرجل يُنهي إجراءات كرت الصعود ليتمتع برحلةٍ إلى ميناء مصر ، وذاك أنهى أوراقه ليزور صاحبه في "كنـدا" وذاك أنهاها لإقامة حفل زواجه في "المملكة العربية السعودية" ، وذاك يجلس قرب أحد أبواب المطار ليمد يده طالباً العطاء من كفوف الناس ، ليؤكل أبناءه وأطفاله ، السؤال في ذلك الموقف : أي من أولئك الأصناف من البشر يؤثر عليه اللون الأخضر والرملي تأثيراً نفسياً إيجابياً ؟ ، بالطبع كلهم إلا ذلك الرجل "الفقير" .
أما آخر مقطع من مقالي ، فهو لا يحتاج للتفكير وأن تأخذ خيالك لتعيش في وسط "مدينتـك" ، لا .. لأنك أنت ترى كل شيء بعينك فذلك لا يحتاج الإنسياق وراء الخيال الواسع ..
وأنت خارج من المسجد ترى بعض النساء يجلسن قرب الأحذيه والبعض بينهن .. تنتظر ولو "ريالاً" واحداً منك ومن الآخر ، وتمد يدك لإعطائها شيئاً مما تحويه محفظتك ، ألم يأخذ حال تلك العوائل والأسر في قلبك مكاناً !! ، أم فقط تعطي ما تعطي ولا تفكر في أنك تعيش أفضل منهم ، أم أنك تراهم وتقول كما يقول البعض : هؤلاء كذابين فهم يعيشون أحسن منا .. ، بالطبع هناك البعض منهم يقومون بتلك الشنيعة وهي التسول السلبي للبحث عن الأموال بغرض الجمع والكسب من أيدي البشر ، وليسوا كالذين يبحثون عن ما تعطيه أنت والثاني إياهم من مال أو كسوة أو غذاء لفقدانهم إياها.. وتلك المشاهد نشاهدها في الأسواق والأماكن العامة كما يحدث في أغلب البلاد .
ليس جميع البشر يعيشون سعيدين ، وليس جميع البشر يعيشون مساكين والحزن في قلوبهم وأنظارهم ، وليس جميع البشر أغنياء ولا كلهم فقراء وليس جميع الأغنياء سعداء ولا الفقراء بأكملهم .. ، ياترى من هو السعيد إذن ؟
إن السعيد من الأغنياء من جعل شيئاً من ماله لهؤلاء المساكين ، فهو عرف نعمة الله عليه ولم يجعلها لنفسه فقط بل بذل ما بوسعه لإرضاء قلوب الآخرين ، وإن السعيد من الوسطاء كحال غالبية البشر هو الذي أعطى ما أعطى للمساكين فلا أعتقد أن المال ينقص عندما يكن في الصدقات كما قال نبينا ورسولنا صلى الله عليه وسلم : ( مانقص مال من صدقه، بل تزده بل تزده ) ، وإن السعيد من هؤلاء الفقراء هو الراضي بقضاء الله وقدره وهو الراضي بما أعطاه الله ، فكم من فقير عرف قدر الله عليه ونعمته ويعيش أفضل من بعض الأغنياء ، وكم من فقير لم يصبر على تلك الحال فكل يوم يلعن حياته ويشتم معيشته ، وأنت لست إلى هؤلاء ولا هؤلاء ولكنك تستطيع أن تكون غنياً بالعطاء والصدقة ، وفقيراً سعيداً بشكرك لله وأن تحمده على نعمه وتثني عليه .
بعد تلك .. لا نستغرب عندما يقال أن بعض الفقراء الذين
يعيشون في جنـوب أفريقيا سعداء في حياتهم .. أليس كذلك ؟
5 التعليقات:
بارك الله في قلمك المبدع ..
تحياتي لك ..
مُثل عليـا اجتمعت بفكر ٍ نقي ّ ، قلب أخويّ ، وقلمٌ ينبض بالجماليات ،
بارك الله فيك وبـجميع اتجاهاتك ، ،
أتوق لقراءة المزيد ، ، ، غـدو
غير معروف ..
أتمنى أن تضع لقبك أخي الكريم ..
حتى أراك في أكثر من زاوية هنا في زوايا ..
بارك الله في حضورك ورزقك الله الرشد والحكمة والعافية ..
أهلاً بك ..
غـدو ..
حياك المولى أختي الفاضلة ..
لم تخرج تلك المثل من خَلَدي فجأة .. !
ولكنها تدور أمامنا ونراها كل يوم ..
حياكِ الله ، في كل صفحة ..
والمزيد قادم والقادم مزيد ..
فـ أهلاً ..
سلمت أناملڪ بصراحـہ علـﮯ هذه العبارآت الجميله ..
ﯛبارڪ اللہ لڪ فيـﮯ إبداعاتڪ :)
مع خالص احتراميـﮯ لڪ ..
« ζـرام ڪسر الخـﯜاطر »
إرسال تعليق
شكراً لك على الإطلاع ، بانتظار تعليقك على ما قرأت !
إذا أردت إضافة " لقبك " في التعليق .. إضغط على التعليق بإسم : ثم URL الإسم/العنوان ، إختر لقبك وأترك خانة العنوان فارغة ..
( بعدما تقوم بكتابة التعليق أنقر على " كتابة تعليق " ليتم إرساله )