القاتل الخفيْ | سافلٌ يعبث بالفتيات ..


.
.

نفى نفسه بعيداً .. عن المروءة والكرامة والشهامة ، وضع قوته على تلك الأنثى ، وصبّ خبثه على مشاعرها حتى أسرها ، ونجس طهره ونقاءه بيده ، واستجمع نجاسته ولفظها على الرقة ، يحسب أن الرجولة هي أن يفرد عضلاته على أفكارهنّ ليوقعهن في مأزقٍ يُوري من الحسرة ومن القهرِ ..

نفى فكره بعيداً .. إلى أراضي الدناءة والقذارة وهيأَ لهُ من روحهِ مسكناً دائماً بناهُ من جراثيم الحياة ، تراه على الطبيعةِ فتشك في أنه رمز من رموز الخلقِ الطيّب وداخله ينافي تلك النظرة الحَسنة ، تكَوّن قلبه من بقعٍ سوداء لا تُنبت إلا شوكاً ، من يراها يخيل إليهِ أنها منظر جماليّ لا يتساوى إلا مع الجميل ولا يتلاءم إلا مع النفيسِ ، وهو خَبثٌ يُقطّر سوءاً ، ونباتٌ ينشر رائحة نتنه ..

القاتل الخفي .. سافلٌ يعبثُ بالفتيات ، يطاردهن في صفحاتهن الخاصة ، وفي إضافاتهن ، ومواضيعهنّ وردودهنّ على المنتديات والمواقع الشخصية ، يَجمع بعض المعلومات عن فتاةٍ معيّنة ، ويختار الطريقة التي يراها ليبدأ بابتزازها كما أراد ، لا أحد يعلم من يكون ولا كيف يكون وما لونه وما شكله وما هو المدى الذي سيصل إليه ، باسمه المستعار يختفي خلف العالم ، خلف القلوب ، خلف الحقائق ، خلف الشاشات ، خلف كل شيء ، يغيّر الأنثى ويجعلها طَوع أمره تفعل ما يريد وما يحب وما يميل إليه ، وقد كانت الفتاة تقول في داخلها : أشارك فقط من أجل المتعة ومن أجل التسلية ، وهي لا تعلم أنها تتجاوز الحدود التي وضعتها لنفسها ، لا تدري أن هناك أحاديث تنثر وأحاديث لا تُنثر ، تتحدث عن رحلاتها وعن صديقاتها وعن أشيائها الخاصة ، وذاك يجمع ويجمع حتى تحين الساعة التي يبتسم ويظهر أنيابه ، وهي تجهَل أن خلف الشاشة حقير فقد عقله من شدة فرحه لتلك المعلومات .. حتى يوقعها في قاربهِ ويبتعد بها .. ويعبث وينهش ثم يقتلها ..

تقولون : وكيف يقتل ؟ .. أقول :
يبدأ باستفزازها .. وملاحقتها في الرسائل الخاصة ، أو الصفحة الشخصية ، أو البريد الإلكتروني بعد أن يقع بيده ، ثم يتحداها في فضحها ، وكأنه يقول : المعلومات لديّ ، والطرق التي سأقتلك بها كثيرة ، واختاري ما تشائين : في المنتدى ؟ ، أو على الصفحة ؟ ، أو أمام صديقتك فلانة ، ترد الفتاة بكل أسى : وكيف علمت أن فلانة صديقتي ؟! ، ويكتب لها : قرأت في أحد ردودك قبل عدة أشهر ترحيبك بها وأنها صديقتك في الجامعة / المدرسة / العمل .. ولا مانع لديّ من أن أشوه صورتكِ أمامها ، تبكي بعد أن تقول : أنا لا أعرفك فكيف تفضحني ؟ ، يقول لها : كيف أفضحك ؟! ، أمر مضحك .. وأمر بسيط .. سأقول أني أعرفك والدليل تلك المعلومات التي جمعتها خلال تلك الفترة .. لن تكذّبني صديقتكِ سأخبرها أنك تحكين لي عن حياتك وخصوصياتك ، فتنفجر حزناً وتقول له : هَاك يدي وخذني إلى أي مكان تريد ..
هكذا يقتل وهكذا يُوجع الفتيات .. يحرمهنّ من منامهن ومن أحلامهن ومن حياتهنّ ، يوقع من لم تقع في تلك الأمور ، ويجرّها إلى مكان لم تكن به ، ويستنشق لذته بمكانه المُراد وهي تستنشق الألم وتلعن نفسها وتلعن يديها التي كتبت عن أمورها ..

يا أخيّتي .. صدقيني أنني أكتب إليكِ من الألم الذي أشعر به ، بتّ أياماً لا أفكر إلا في هذا الأمر ، يذهب عن فكري ويعود وكأنه طعنات تتوالى على صدري ، هل تريدين أن أكرر قولهم : أفيقي من غفلتك ؟ ، ستقولين لي : يا أخي أنقف عن المشاركة ؟ ، سأقول لكِ : لا يا أيتها الغالية على أهلك وعلى من ينتظركِ ليكون فارس أحلامك .. لا تقفين عن المشاركة ولكن شاركي بالطريقة الصحيحة واعلمي أن هناك من يقطّر لعابهم خبثاً لإيقاعك .. أياً كنتِ : مستقيمة ، أو متوسطة ، أو عكس ذلك ..
لقد كتبت هذا الحَديث ..

وكلي أمل أن يكون له وقع بين أخواتي ، ووقع بين إخواني ليحذروا أخواتهم ..
القاتل الخفي .. إنه بيننا لبسَ القناع ، وأخذ سكينه ، وبدأ بالمطاردة ، فافتحي عينيكِ جيداً ربما تكونين الضحية القادمة !..


كتبها من الألم ..
د / ماسنجر سلمان
* أرسل رابط الموضوع لمن يهمّها ..

11 التعليقات:

لهب الصراحة يقول...

فعلا هو واقع مرير ،، وقلما تسلم منه فتاة ،، وسيسلم الباقون طالما احتفظوا بالمعلومات لأنفسهم ،، ولم يتجاوز حدودهم

ايتها الفتاة كوني ملكة واحفظي مملكتك

شكرا لك دكتور ماسنجر

عبدالعزيز العريني يقول...

ياااه يا سلمان :(
كلام موجع .. وقعقعة غريبة !
فعلاً قاتل خفي ..
أجدت بحق هذه المرة يا صاحبي :)

عزتي في عفتي يقول...

اللهم اكفنا شر مثل هؤلاء القتله ..

بـــآركـ الله فيكـ..

د / ماسنجر يقول...

* لهيب الصراحة ..
نعم ستسلم الفتاة عندما تكون متنبهه لكل حرف ..
حياك الله وأهلاً بك ..


* عبدالعزيز ..
حياك الله ومرحباً بك في كل مكان ..


* عزتي في عفتي ..
وفقك الله وحفظك وسترك وأدام الله عليك العفة والطهارة والنقاء ..
حياك الله متابعة جديدة ..

غير معرف يقول...

في كل مكان أشعر وجأن أحدهم خلفي ... شكراً سلمان ..
جنان

د / ماسنجر يقول...

* جنان ..

لا عليك ولا تخافي .. كوني سائرة على تربيتك السليمة ..

حياك الله وأهلاً ..

غير معرف يقول...

دكتور مسنجر مقال أكثر من رائع ..

أدام الله نقائك وغيرتك على محارم الله ..

أتدري أشعر بالأسى والحزن الشديد ..

كم هي النماذج لاتعد التي ظننا بها خيرا" وصدمنا بها ..

الحمد لله لم يقابلني ذاك الخفي ولكن لا أخفيك صدمت حقا"

بمناذج علقت بها أملا" لا أعلم أقف عاجزة حينما

أكتشفت من بعد ماهي سرائرهمـ.


جوزيت خيرا" على كل حرف خططته غيرة على شباب المسلمين والمسلمات


أتمنى لك التوفيق والسداد


سجلني متابعة لقلمك ..

في آمان الله ..


**أختكـ **

&كبـ متمردهـ ـرياء&

د / ماسنجر يقول...

* كبرياء متمردة ..

حياك الله .. لقد كانت الأقنعة توحش في الأنترنت .. ومازالت كذلك تخيف البعض والكثير من النساء .. لكن هناك أقنعة مازالت تحمل الرعب لكن بمنظر عاطفي جدا ..
حفظك الله من كل سوء .. اهلا بك متابعة مستمرة ..

أعمآق يقول...

ليت الشباب كـأنت
صدقت بوصفهم ورب الكعبه
ربـآه احمنـآ واهد ممن هم على هذآ النهج من الشبـآب
سدد البــآرئ خطــآك

د / ماسنجر يقول...

* أعمــاق ..

جزاك الله كل خير لثقتك ..
هدانا الله وإياهم ..
حياك الله ..

غير معرف يقول...

ما أحقر هؤلاء وأحقر خبثهم دناءة عجيبة
بكامل الأسى أقولها خسارة أن يسموا رجال والله أشباه رجال بأنياب ذئاب
يدسون السم بالعسل
أحيانا يظهرون النقاء وخبثهم يغلي من دواخلهم لا يشفى إلا أن يفضحوا أو يكشفوا سرا
قد تأتيهم دعوة من مظلومة والله عزوجل أمر أن لا يرد دعوة المظلوم ولو بعد حين
العقلاء وحدهم قبل أن يبدؤوا بهذا الطريق وذلك المشوار فإنهم يتذكرون أن لديهم محارم وأخوات وأمهات وغدا زوجة وبنات فكما يدينون يدانون
اللهم من أراد بنا فتنة فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره
لافض فوك ولله درك

إرسال تعليق

شكراً لك على الإطلاع ، بانتظار تعليقك على ما قرأت !
إذا أردت إضافة " لقبك " في التعليق .. إضغط على التعليق بإسم : ثم URL الإسم/العنوان ، إختر لقبك وأترك خانة العنوان فارغة ..
( بعدما تقوم بكتابة التعليق أنقر على " كتابة تعليق " ليتم إرساله )