وجهاً لـ وَجه ، قالت لي : إني أفتقدك .. !!


كنت أسير على بساط الفكر ..

متنقلاً ، ومشاهداً ، ومتأملاً ..

فتلمح عيني أطيافاً تتشاجر ..

وقلوباً مجروحة ، حزينة ، مفارقة ..

وألوان الطيف والزهر والوَرد ..

وشتى الأشياء ، وما يخطر في البَال ..

حتى أني رأيت شخصاً يسير هناك ..

فتوجهت بالبساط إليه .. !

ماذا أرى ؟!

إنها : نفسي التي بين أضلاعي ..

تسير وحيدة هادئة ..

فاجئني ذلك الموقف .. !

وقفت بجانبها والريح تحملني ..

قلت : ما بك أيتها العظيمة ؟!

لم يؤنسني محياها ..

مرة أخرى : ما بك يا أثمن من في الأرض ؟!

أيضاً لم تجب .. !

قلت لها والحزن يُصافحني :

يا أيتها الورود التي عطرت العُمر بأكمله ..

ويا أيتها العطور التي حملتني إلى السمو ..

ويا أيتها الرفعة التي أخذتني وأضافتني إلى نجوم السماء ..

ما بك ؟! ، حدثيني ! ، تسيرين وحيدة والظلام من حولك .. !

وتخطين بأقدامك إلى لا شيء !

رفعت رأسها وازدادت نبضات قلبي ، ثم قالت :

إني افتقدك !

لو كانت الكلمات تُقذف .. لأردتني قتيلاً !

وكيف تفتقد النّفس إنسانها ومالكها .. ؟!

قلت لها : وكيف يكون ذلك ؟

صمتت ثم قالت : بالوحدة .. !

رددت عليها : بالوحدة ؟

قالت : نعم ، أيطيب لك الابتسام ، والفَرح ، والأنس ؟!

وأنا مابين الألم والوَجع والآهـ .. !

أتقضي يومك في سعادة وهناء ، وأنا في صرخةٍ وعناء ؟!

كيف تفتح فمك ضاحكاً .. وأنا أفتح للهمّ والنَّكَد .. ؟!

إن القارب الصغير ، تحركه المجاديف لتسير به ..

مع أنه لم يلتصق بها ، ولم يلتحم .. !

أما أنت ! ، فأسكنك وأعبر بداخلك ..

وأشعر بكل ما يتأثر به جسدك قبل إحساسك ..

وأتأمل بكل ما يمرّ في خَلََدِك قبل أن يعبر أمامك ..

لقد كنت أنادي عليك ، وأنادي ..

وما كنت أسمع الإجابة ، ولا الشعور !


ذرَفتُ دمعة حَارة تلظى ، سارت على وجنتيْ ..

حتى فارقت محياي ..

أنزلت رأسي قليلاً ، ثم أكمَلَت حديثها :

لا يَحزنك عتابي ، فأنت أنا ، وأنا أنت ..

لكن الذي يحزنني كثيراً ، هو صمتك ..

انشغالك ، أعمالك ..

لقد كنــ ...

لم تكمل حتى فاجأتها بضمّها إليّ ..

بكيت ناراً على حزنها ..

بكيت شوقاً إلى أنسها ..

بكيت حباً لإسعادها ..

أعدتها إلى داخلي ، وهاهي الآن !

تحدثكم بالذي يسير في فكري ..

وتسطر لكم ، ما تودّ ..

وتنثر لكم ما تستحقون ..



فهل تفتقدك نفسك ؟


بمقلمة : د / ماسنجر

بشوق ٍ إليكم ، ومودة ..

7 التعليقات:

غير معرف يقول...

رائع ماسطرته أناملك .. وبارك الله فيك وفي قلمك .

د / ماسنجر يقول...

( غير معروف )

حياك الله ..
وأشكر لك عظيم وجودك وخطواتك إلى هنا ..

شكراً لك ،
وأكرر الشكر ..

حلا ~ يقول...

أوهـ ماأكثر ماتفتقدني نفسي ولكنها لم تشتكي بعد , لعل فقدها لي ليس بحجم فقد نفسك إليك ..

دكتور ..
أجدت في صياغة مايدور بخاطرك فـ رآق لي حرفك وأمتعتني أسطرك , بارك الله بقلمك وجعله حجة لك لا عليك ..

د / ماسنجر يقول...

( حـلا ) ..

النفس في كثير من الأحيان ..
تفتقدنا وبشدة ، ولكن هناك من تلومه نفسه لحبه ..
وهناك من لا تلومه نفسه لعتبها عليه ..
ربّما تحتاج نفسك إلى كثير من التأمل والتفكر ..
إلى كثير من السيطرة على الهاجس ..
لتدخلين إلى أعماق روحك وتسألينها عنها علها تجيد الإجابة ..

شكراً لحضورك ..

عزتي في عفتي يقول...

شيء جميل منك انك تصالحت مع نفسك واتفقتم ..

هناك اشخاص لا يتفقوامع انفسهم
تأمرهم انفسهم للخير فلا يجيبون لها
ويهجرونها وتكون قلوبهم خاويه..



اذا كان الأنسان يملك النفس الأماره للخير فهذه اكبر نعمه يتوجب عليه المحافظه عليها ..



اخي سلمان ..
لك خالص شكري وإحترامي ..



ملكهـ ,,

آم تسنــيم يقول...

وصفت و ابدعت.. لحرفك وقع و صدى آخي سلمان
طابت نفسك..و دامت المصالحه بينكما يـــا رب
تقبلي مروري وفقك الله

د / ماسنجر يقول...

* ملكه ..

حياك الله وكلامك واقعي جداً .. شكراً لحضورك ..


* أم تسنيم ..
طابت أيامك ودامت للخير .. أهلاً بك ..

إرسال تعليق

شكراً لك على الإطلاع ، بانتظار تعليقك على ما قرأت !
إذا أردت إضافة " لقبك " في التعليق .. إضغط على التعليق بإسم : ثم URL الإسم/العنوان ، إختر لقبك وأترك خانة العنوان فارغة ..
( بعدما تقوم بكتابة التعليق أنقر على " كتابة تعليق " ليتم إرساله )