رسائل جوّال .. بين عضو مجهول الهوية ، لا أعلم له اسماً سوى أحرف المعرّف على تلك الشبكة ، ولا أدري له عمراً ولا شكلاً ، ولم أسمع صوته أبداً ، سوى أنه رجل يمتلك فكر راقي ، ومنطق جَزل ، وهاتف جوّاله فقط .
كان يُراسلني قبل أن أراسله ، أخذ هاتفي من مكانٍ أعتقد أنه أخذه منه ، سَلب وقتي لدقائق بسيطة عندما يُرسل إليّ نموذج هادئ وبسيط من تلكم النماذج النصّية التي يعطّر هاتفي بها بين الفينة والأخرى .
قمت بالاتصال عليه مودة ومحبة في إكمال العلاقة والصداقة الصّوتية ، يبدو أنه كان منشغلاً ( إي هيّن ) ، لم يقم بالرّد .. كرّرت ولكن لا حياة لمن تنادي ، لم تصلني رسالة اعتذار ولم يعاود الاتصال بي ، عندها ! اشتعل الرأس غضباً .
بعد شهرين تقريباً .. كنت مسافر لإحدى الديار القريبة إلى قلبي ، والقريبة إلى عطفي والقريبة إلى فكري ، ومن الطبيعي عندما كنت في تلك الديار .. أن أصحو صباحاً لأعانق النّدى نسيماً وأصفصف هاجسي لأبدأ رحلة استكشافية حول الدنيا .
وصلت صباحاً رسالة من ذلك العضو ولكنّها كانت وكأنها تناجي وقتي وانتعاشي ! .. كتبَ فيها :
يسعد صباحك صباح الورد والكادي يا أغلى صديقٍ نحبه حيل ونعزه أرسلت لك شوق وأيضاً عنك نشادي ولاغبت عن خاطري يومٍ ولا حزه |
15 / 12 - 2009 م
ابتسمت لما كتب .. وعندما تذكرت أنه لم يقم بالرد علي سابقاً .. كتبت له :
يا علّ صبحك منعنش رايق وهادي تقضيه في فرحةٍ تقضيه متنزه أغليك أنا والغلا للخلّ مو عادي ومشاعري منك يا ( ... ) مرتزهزعلت وحتى الزعل طوّل ومافادي وما حرك بداخلك شيٍّ ولا هزه وأبمسحه مثل ما تمسح جفى الوادي سحابة الخير لان الخير هو عزه وياعل صبحك منعنش رايق وهاديبعيد عن صبح واحد ساكن بغزه |
15 / 12 - 2009 م
أخبرته بتلك الأبيات الماضية أنني أحمل عليهِ قليلاً .. وأني أكن له المحبة والغلا ، ومع هذا ! مسحت كل ما بدر منه وهو عدم الرّد ، بعد ثلاثة أيام عدت من تلك الديار وفي الطريق .. قمت بالاتصال عليه ولكن الغَريب في الأمر أنه لم يقم بالرّد أيضاً .. في الحقيقة كنت أفكر ماهو السّبب !! ( يمكن متهاوشين من مبطي بس ما أعرفه ) ، عاودت مرة أخرى .. أيضاً لم يُجب ، ثارت القريحة .. وقمت بتثبيت السرعة على 80 كم ، وأنشأت أقول:
أنا إنسان حساس وتراني ماحب أزعل وحتى لو تراني أبد .. إلا لمن يملك مكانهمثل ماملك بعين اللي تراني أنا ماعرفها وما يوم شفته وأحس إحساسها غصب اشتراني لمحت عيونها يوم لمحتني وأحس الشوف فيها احتراني ترى والله مابي زين لكنسلبت قلوب عذبات الغواني وماني شين حتى تقول : شيفه ! ولكن راضيٍ باللي عطاني بعد ماجت رسالة شعر منك ! سعدت وقلت : هالصاحب بغاني ودقيت وخفوقي دق دقه كأنه قال : يا خوفي جفاني ! إلين إني سمعت أصوات كنّه تقول : إرجع ودق الرقم ثاني وكيف أرجع ومنتب يم قلبي !وقلبي قال لي : خلّك نساني ! |
18 / 12 / 2009 م
تم الإرسال .. قمت بفك المثبّت ، وإكمال الطريق ، وأتسائل في طريقي :
مَن يَطيق له صبراً في عدم الردّ على مكالماتي ! ، هل يتحقق ما أريده خلف تلك الأسئلة التي تدور في رأسيّ ، إن الوقت ليلاً .. والسيارت بأشعتها المُرسلة من مقدمتها تُتعب عيني .. يُتعبني التفكير ويُقلقني حيال تلك الأمور .. إن لم يُردني فلمَ يُراسلني .. لماذا يتواصل مع قلبي .. لمَ يحمل أرقاماً تدلّهُ عليّ .. لمَ .. وتجري وتجري وتجري خلفها لمَ .. والسؤال يتكرّر .. حتى وصلت إلى مدينتي .
بعد يومين تقريباً .. أخرج هاتفي نغمة في وقت هادئ .. رأيت الجوّال فإذا بها رسالة من ذلك العضو يقول :
كان أنت يا سلمان زعل فبأراضيك زعلك عندي غير ماهوب عادي أطلب علي ماكنت ترجي وأنا أعطيك قولٍ صحيح مثبّته بالوكادي |
30 / 12 / 2009 م
ضربت الـ ( فيوز ) في عقلي .. كيف يريد أن يراضيني وهو لم يتقبّل أي شيء منّي .. ! ، فكرت كثيراً حول ذلك الموقف ، بعد يوم زاد غضبي .. وثَارت القريحة .. ثم أرسلت له :
زعلت وماحركت أي ساكنٍ فيكوفكرت بك قبل أمس وقت الرقاديوأرسلت لك شعرٍ لعله يسليك !وقريته وقفلت .. شي اعتيادي ! هذا وأنا توّي قريبٍ مخاويك !وش هي سواتك يالسنين البعادي ! ياللي تقول إني قريب لخطاويك إمّا ! .. وإمّا تب تشوف البعَادي |
31 / 12 / 2009 م
كنت أقول : إنني أرسلت لك شعراً ( أنا إنسان حساس وتراني ) ومع هذا لم تقم بالرّد ! ، أخبرته بالبيت الأخير .. إما أنك تُصلح ما حَصل .. وتصبح كما يُريد الأحبة .. وإما سترى البُعد عن فكري ( ماعندي رمادي يا أبيض يا أسود ) .
بعد وقتٍ بسيط وفي نفس اليوم ، أرسل بيت شعري واحد ولكنه غيّر تصوّراتي كثيراً ، يقول :
إدمح خطا من يعتذر بين أياديك وين أنت يا سلمان جيتك أنادي ! |
31 / 12 / 2009 م
يبدو أنه حَاسب نفسه كثيراً .. حتى أخرج تلك الكلمات .. قرأتها .. وأعدت وكرّرت .. وكنت أيضاً عائداً في طريق السفر ( رايح جاي الشكوى لله ) .. كتبت له تلك الرسالة .. وقلت :
يا مناديٍ باسمي ووجهك ما ظهر لان الظروف العاصيه متسلسلهمنك العذر وأقبل أنا منك العذر والقلب أسباب العذر ما تشمله تدري ! جميع اللي جرى منك انصهروالغصن هايف من سبب ما يحملهدمّرت برجٍ ما سبق له واندمر وبدّلته بأبراج وصل مشكّلهبرج الوصل ، برج الوفا ، برج الصبر برج الرفيق اللي جهل مستقبله برج الغلا جاهز جديدٍ انعمر وأسلاكه بحمد الإله موصّله ما إشتغل توّه ، لأنه ينتظر اللون الأخضر لأيّ شيٍّ يفعلهوبرج الشعر ! الله يا برج الشعر حده رفيعٍ بالسماء ما أطولهوأبراج عدّة طولها مد البصر مبنيّه لآجل السنين المقبله يا صاحبي .. مستقبلاً لا تعتذر اللي لفى بالقلب أمنٍ يشمله وابنتظر على أحر من الجمر ردّك مثل ذيك الردود الأوّله |
31 / 12 / 2009 م
قمت بالإرسال .. مع أني كنت أخشى أن ( يسحب كالعاده ) ولكن كنت أيضاً أشعر ( إنه بيطلع لي مع الجوال ) .
بعد يوم ، كتب رسالة وهي ردّا على قصيدتي السابقة ، ولكن هذه المرّة .. كانت المشاعر مختلفة ، والأحاسيس مشتعلة ، والأبيات ( تبرد التسـبد ) ، يقول :
حيّ الجواب اللي لفاني مختصرمحملٍ زين المعاني وأكمله يا مرحبا بك يا عسى دربك خضر سلمان عنوان الوفا والمرجله جتني حروفك كنّها سيل انحدر واسقت عروقٍ يابساتٍ ممحله قبلت عذري والخطا ممّا بدر والعفو عند المقدرة وأنت أهلهبرج الغلا يا علّ قصره يستمر برج الغلا مااحلاه الله ما أجمله قصّ الشريط اللي ملوّن بالحمر عنوان فتح البرج بعد البسمله خدر لنا الشاهي على جمر السمر ودلال صفرٍ جاهزة ومهيّله لك بالكرَم عنوان وبيوتٍ كثر من نسل ناسٍ بالكرم ما نجهله هذي ردودي عند قافك تحتضر لأجل الوفا وإلا الحروف مهلهلهوختامها مسك وعطورٍ مع زهر وأزكى التحايا والسلام محمّله تمّت وصلى الله على سيد البشر محمد الهادي رفيع المنزله |
1 / 1 / 2010 م
كانت هذه القصيدة في أول العام الجديد ، ويبدو أنها فاتحة خير على تلك العلاقة الغريبة ، ويبدو أن الشعر كان هو الأول في الترابط والمشاجرة ! .. ويبدو أيضاً أن هذا العضو قد استغل القصائد ليعلم من أكون وكيف أكون .
* * *
مجهول الهويّة ..
لقد كنت أراسلك بعد أن حفظت أرقامك رسائل عفوية ، لقد كان الفكر ينشغل كثيراً مما يحدث .. ولم يحدث .. وكيف حَدث ، أشياء عدة تطير هنا وهناك .. إلا أني مُقتنع في أن ذلك الرجل يتمتع بصفة مميزة وبأسلوب فريد .. كيف لا ! .. وهو يبادلني ما أحبه وما أميل إليه .. لقد كانت أبياته تلك مع أن أسبابها قاسية .. كانت تُضيء لي وحشتي في طريق السفر .. وتُؤنس صباحي .. وتُنعش ليلي .. وتُرسل التحايا والوُرود إلى مساحات قلبي الخالية .. حتى بدأ بالزرع بها وامتلك ما يحق له أن يمتلكه .
بدأ بالزَرع .. وسيحين وقت الحصاد .. ولكن متى أُسقي تلك البذور ! ، ومتى أقضي وقتي ويومي تحت رعايتها ! .. يكون ذلك عندما أرى من يكون هذا العضو المجهول .. !، ما اسمه ! .. وكيف يكون شكله ! .. ومن هو وكيف أتى ولماذا يُراسلني .. !
فقط .. عندما نتعرف على ( مجهول الهوية ) في الموسم الثاني ..
د / ماسنجر ..
هذا الصباح !
14 التعليقات:
كلي شوق للموسم الثاني .!
شكراً لك..وبارك الله لك في قلمك ..
حياك الله ..
قريب .. وربما قريب جداً ..
إن شاء الله تعالى ..
أهلاً وسهلاً
د/ ماسنجر
لا أخفيك انني قرأتها مرتين واستمتعت بهذا الشعر وهذه العلاقة الغريبة وتفاعلت مع الموقف وكلي شوق للنهاية اتمنى أن لاتطول ...!
رائعة ..
استمتعت جدًا بالقراءة ..
في إنتظار الموسم الثاني ..
موفق د/ماسنجر ..
* وضوح ..
يحق لك الاستمتاع بما كتبت لأنه الشعر .. وأي شعر يناجي القلب والجدان من رجلٍ غريب يحق لي أن أستلذ بما كتبه وما نسجه لي .. لن يطول الجزء الثاني إن شاء الله .. حياك الله وشكراً لمتابعتك
* غير معرف ..
حياك الله .. طاب لي حضورك ويحق لي أن يطيب لي حضورك مرة أخرى في الموسم الثاني .. حييت يا طيب ..
إنك تجيد فن إثارة الغضب ياهذا ..!!
" عجل علينا بالحكاية .. فسننتظر .. رغم الغضب "
... شخص ما ...
تحممممممممممممممممممممست
متى تقول
ا.هـ
أهلا سلمان ...
جوالك بلاك بيري ..؟؟
* شخص ما ..
حياك الله وننتظر الفصل الثاني والأخير .. :)
* غير معرف ..
إذا كتب الله هذا .. حياك الله وشكرا لحماسك ..
* معجب ..
لا أخي القدير .. حياك الله وبارك بك ..
جمبل هو أكسجين صبـــآح الأنقيــآء
أيّمـآ شـآئبة تعكره يبددهـآ
مع جموع المنتظرين
* أعمــاق ..
حياك الله ..
ومرحباً بك ..
اخوي وين الجزء الثاني
آرى انه يعرفك حق المعرفه..كآن يستفزكـ حتى تخرج ما في جعبتك و آراه وصل لمبتغاه،،
آمتعتنا طول ذاهبك و مجيئكـ،، في آنتظار الموسم الثاني
(وكلي شوق)
سلمت آستاذي
* غير معرف ..
سيأتي إن شاء الله ..
سرايا ..
حياك الله ومرحباً بك ..
بكل شوق إن شاء الله ..
إرسال تعليق
شكراً لك على الإطلاع ، بانتظار تعليقك على ما قرأت !
إذا أردت إضافة " لقبك " في التعليق .. إضغط على التعليق بإسم : ثم URL الإسم/العنوان ، إختر لقبك وأترك خانة العنوان فارغة ..
( بعدما تقوم بكتابة التعليق أنقر على " كتابة تعليق " ليتم إرساله )