فضلاً .. لا تضغط هنا !



.
.
يا أيها العضو المتشعب من هذا الجسد ..
إن كان هناك ما يشغلك ويتردد في داخلك أن تغلق تلك الصفحة !
فأغلقها غير مأسوفٍ عليها ..
فلا أريد أن تنعتني أنني أخرتك عن صفحة أخرى ، أو ورقات أخَر ..
وإن كان فكرك منزعج الآن ! تستطيع إغلاقها وقرائتها في وقتٍ لاحق ..
ما بالأسطر السفلى إلا كلمات أشبه بالصور التي رسمتها في يدي ..
ووزعتها في جسدي ، وأعود الآن لجمعها مرة أخرى وترتيبها وتنسيقها بالوجه المطلوب ..
فإن كنت تجيد فن التصوير الفوتوغرافي فعليك أن تختار ما يُعجبك منها ..
وإن كنت تجيد البكاء في مواضع البكاء ، فلا تبحث عنه لأنك ستبكي رغماً عنك ..
وإن كنت تقصد التسلية والمتعة ! فلا أظن أن في تلك الصفحة متعة ولا تسلية ..
وإن كنت ستقرأ فقط .. فعليك أن تتخلى كما عوّدتك عن جميع ما يقلق عينك ويبعثر صمتك ..
.
.
وما الحديث إلا صَوت يَخرج فتلتقطه الأيدي ، وتفرقه كما جائها إلى أفراد متباعدين ، بعد أن كانت الكلمة تأتي إليها مجتمعة وتُبعدها متناثرة ، أو ترسمه رسماً وتبدأ بأول النطق حتى تنتهي بآخر النقطة على ظهر ورقةٍ معينة ، ثمّ ماذا ؟! .. ثم ألفظ كلمة أخرى لتهبط على أرض تلك اللوحة وتصل المعاني بالسلامة قادمة من فكري مترجمة من قاع قلبي لتكون كما وددتها .. وتصبح كما أردتها ..
.
.
لا تضغط هنا .. تقول : مالسبب ؟! ..
أقول لا أدري عن منعي للضغط على تلك الصفحة .. مع علمي أن تلك الكلمات البسيطة لم تُلفظ إلا للشيء ذاته الذي وجّهت بسببهِ .. وما أجهل هذا الشيء أبداً .. ولكن لا أدري أي الأشياء في داخلي التي أمرتني بأن يكون العنوان كما في الأعلى ..
أعذرني يا قارئ حَرفي .. فلا أرى سبباً يُرغمني أن تكون كلماتي غامضة هكذا .. مابها لون من البياض سوى أحرفه .. ومابها معنى للشفافية سوى أنها تُرى .. ولكن هو فكري يُخرجها بالمعنى الذي تستحق أن تكون بشكله المطلوب .. وليتني أغضبُ منه وأمنعه من فعلته تلك .. وماخوفي إلا أن يمتنع عن إخراجها ومن ثم يَسجنها .. فلا تخرج بالمظهر المنتظر .. ولا بالسطر الغامض .. بل تكون محبوسة بلا حراك .. وتنتظر اللحظة التي تُولد فيها ، سـأعود لألقي عليكم شيئاً .. سأعود - إن شاء الله - ..
.
.
عدت
.
.
يا غبي .. !
.
.
يعيش أحدنا وهو لا يعلم أن الغباء فيهِ ..
تشعّب حتى تراكم حتى كثُرَ حتى ملأهُ حتى احتواه ..
ثم يقول عن أحدهم : غبي ! ...
.
يُصلي مع الإمام ثم يسمعه يقرأ في الآية الكريمة : ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ... الآية ) ..
عَلِمَ أن الشيطان دعاه إلى الفسق والعصيان والذنوب ثم استجاب له ..
ويخرج من المسجد بعد أن يبحث في فكره عن جدول أعماله ..
وإذ به يذهب برجله إلى السواد .. إلى السيئة .. إلى اللعنات التي تنتظره ..
وهو لا يعلم أن هذا قمة الغباء الذي يعيشه هو ..
لم يكن المعلم كاذباً في حديثه لذلك الطالب ..
بل كان صادقاً عندما قال له : يا غبي !
أي إنسان يتراكم الغباء في داخله حتى يُعمي بصيرته ..!
ونراه في أموره الأخرى ذكياً فتياً فطناً ..
أما في تلك الأمور البسيطة السهلة التي لا تريد معلماً ولا أستاذاًَ ..
يجهل بها .. عفواً عفواً .. يكون غبياً في التعامل معها ..
ثم تأتي الأخرى وتبكي .. وتصرخ .. وتتساوى مع الأرض ..
ذلك أن أحدهم قد لعب بنقائها حتى لوّنه بالألم ..
واستباح عفّتها حتى نهشها واستثار داخلها وأسرها ..
وهي لا تعلم أن الشيطان دعاها واستجابت له ..
ثم يقول لها الشيطان : ( فلا تلوموني ولوموا أنفسكم )
فتبكي وجعاً وتنثر الدمع ندماً حتى تصل إلى :
( ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ) ..
ثم تعلم أنه لن يغيثها ولن تغيثه ..
فتلعن نفسها وتشق ثوبها حتى تموت ..
وتصل إلى درجات الغباء أيضاً أن تنسى أن لكل مشكلةٍ حَلاً ..
وتنسى قوله تعالى : ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) ..
وعندما تتذكرهُ ! .. تعلم علماً يقيناً أن باب الأمل فُتح ..
وتعود إلى صوابها .. وتستخرج غبائها الذي كان بها ..
.
.
والغباء يقع في أمورٍ كثيرة ..
وفي أخطاء شتى ..
فانتشل غبائك أيها الإنسان ..
وكن ذكياً في حياتك ..
وتعامل مع عقلك لا مع عواطفك ..
واسلخ العاطفة منك عندما تريد أن تعمل عملاً ..
ثم البسها بعد الانتهاء ..
.
.
سأعود مرة أخرى ..
- إن شاء الله تعالى -


8 التعليقات:

اوركيد يقول...

راااااائع

ماشاء الله لديك اسلوب راائع

وللأمام

غير معرف يقول...

كما عهدتك منذ
تصفحي لأولى كتاباتك في هذا المنتدى
مبدع .. أقل ماأستطيع به وصف كلماتك
أستمر بارك الله لك في وقتك وعملك
وجعلم مباركاً اينما حللت وارتحلت
.

.

الوليد

غير معرف يقول...

راااااااااائع دوماً

غير معرف يقول...

بسم الله عليك الله يحفظك مبدع تنحت الاحرف نحتا يالروعة الاسلوب ويالجمال الاحرف

دمت متالقا ماشاء الله عليك تبارك الرحمن الله يتمم عليك ويزيدك

د / ماسنجر يقول...

* أوركيد ..
حياك الله وأهلاً ، شكراً على الإطراء ..


* الوليد ..
اللهم آمين .. صدقني لا أدري ما أقول تجاه حديثك النقي .. شكراً لك وجزاك الله كل خير .. حياك يا قدير ..


* غير معرف ..
الروعة تكمن بكم .. فأهلاً وسهلاً ..


* غير معرف ..
اللهم آمين وإياك .. اسأل الله أن يحفظك ويستر عليك ويوفقك ويسعدك في الدارين ..
أهلاً وسهلاً ..

غير معرف يقول...

راقية بأخلاقي
لوقع الأحرف هنا مذاق خاص
دمت متألقاً في سماء الإبداع

د / ماسنجر يقول...

* راقية ..

حياك الله ومرحباً بك من جديد .. أتمنى أن يصل المذاق إلى ذائقتكم الراقية .. أهلاً ..

أجراس الرحــيل يقول...

أجراس الرحـــيل ..

أحرفك رغم تكبرها علينا ..إلا أنها لامست قلوبنا الغافلة ..!!شكراً لك د/ ماسنجر

إرسال تعليق

شكراً لك على الإطلاع ، بانتظار تعليقك على ما قرأت !
إذا أردت إضافة " لقبك " في التعليق .. إضغط على التعليق بإسم : ثم URL الإسم/العنوان ، إختر لقبك وأترك خانة العنوان فارغة ..
( بعدما تقوم بكتابة التعليق أنقر على " كتابة تعليق " ليتم إرساله )