حُـب .. إلكـتــُرو .. نِـي ! ( هانجي ، سيليا )

صَبيحَة يوم الأربعَاء ، إلتقيا فجأة في جوجل ، وتبادلا الحَديث الودّي ، كيف حالكِ وماهي أخباركَ ، حتى انتهى الحوار بماذا تحبّ؟! ومالذي تشتهين ؟! ، أجَاب : أحبّ الفروسية والقبعة الشقراء وأنغام ففتي سينت .. وأنتِ ؟! قالت : أمّا أنا ! فإني أميل إلى التأمل أكثر في أمواج البحر على موسيقى كلاسيكية تَسحرني ونسائم تداعب خصلاتي ومشاعري ، ثم انتقلا بعدها إلى الماسنجر ..

وفي يومِ الخميس ، كَثُرت الأحاديث فلم تعد تقف على الميول والإهتمامات ، تجاوزت .. حتى وصلت إلى الخصوصية والمشكلات الشخصية ، مروراً بمشكلات العائلة ومشكلات الإنترنت وازدحام السيارات ! .

وتعمّقا أكثر .. فأصبحَت الأحاديث البَينية روتيناً يومياً ..
وتعمّقا أكثر .. حتى بُذر الهيام ، وبدأ الحُـب .. !

هانجي : أتشعرينَ بالذي يلعب في قلبي ؟!
سيليا : لا .. لأن حبي يختلف عنه تماماً ..
هانجي : أتحدث إليكِ وأتخيّل أني على شاطئ ميامي .. تداعب الميَاه أقدامي ، وهواجسي تداعب غرامكِ ووصَالك .. وأنتِ ؟!
سيليا : أنا ! أنا لا أعرف كيفَ أنا بلا وجودك ، وإن وقف انتظارك على شعوري مايكون ؟ فإني أجهل كل شيء إلا شرايينك
هانجي : خذي تلك الكلمات فإنها لا تصلح إلا لكِ :
أجرَمتِ في قلبي فصَارَ سجنكِ الضلوع
صَدري ظلامٌ أشعلي يا مُهجتي الشموع
وأحضري من سِحرك ، حَديقة الرّبيع ..
سيليا : يا لروعة العشق ، ويا لروعة التَعبير ، ويا ليْ وأنا بين كلماتك
هانجي : إن دنياي قبلكِ فارغة ، وأرضي جدباء قاحلة ، فنثرتي بذورك ، وسطّرتي جداولك ، فأصبح النسيم ينطلق مني منعشاً لطيفاً ..
سيليا : ..
هانجي : ونظرتُ إلي معك فأيقنت أني سعيداً هانئاً ، ونظرتُ إلي بدونك ! فوجدت أني لاشيء !..

واستمر الحبُ والشوق ، واستمرت الحكاية ، لكنّ هناك شيء لم يستمر ! ، اتضحت المعالم ، ونُزع القناع ..
بعد شَهرين ، ومن بين الحديث الليلي القاسي ! :
هانجي : سيليا .. لا يعني كلامي لكِ أنني سأتخلى عنكِ بغضاً ! لكني أضحك على قلبي قبل قلبك ، وأضحك على عينيكِ قبل عيني ، فلم أركَب على الخيلِ قَط ! ولم أسمع إلى ففتي سينت إلا مرةً واحدة كانت بالصدفة ..
سيليا : هل أنت تـــــ !
هانجي : تكذب علي ! نعم أكذب عليك لكنها كذبة غير مقصودة ، أردتُ أن استحوذ على قلبك باهتماماتي ، واستحوذت فعلاً .. لكني لم أبتغي منك شيئاً غير الحب ، والحب فقط ، أنا بشر وحيد ، لا يميل إلى الكثير ففضلتُ أن أقتنصك من بين النساء وفعلت .. ( قاطعته سيليا )
سيليا : أتود أن تكذب علي مرة أخرى ؟! ، هههه إكذب فما عاد شيء يُغريني ..
هانجي : لم يكن هناك بستان أصلاً ، لقد كان وهماً ، كنت أتسلى بالدقائق التي كانت معك ، والشاطئ .. هل كنتِ فعلاً تحبين الاستماع إلى موسيقى الكلاسيك فضلاً عن الموسيقى التقليدية ؟!
سيليا : نعم أحبها لكني لم أسمعها قط .. فلم تكن وحدك كاذباً ، هل صدقت كذبتي ؟ وهل تظن وحدك من يتسلى ؟! نحن نتسلى جميعاً
هانجي : كنت أعلم أن كلماتك حُلماُ وليست واقعاً ، لكني جَاريتها حتى لا أخسر وصالك ، فكَسبتك ..
سيليا : وكنت أعلم أنك تتمنى وتُبجّل نفسك وشخصيتك ، ففعلت على تصديقك لا تكذيبك حتى لا أفقد حضورك أيضاً ..
هانجي : ومالذي تريدينه من حضوري طالما لديك الشخصية الحقيقية إذاً ؟!
سيليا : كما تريده أنت وكما تود تقليب وقتك معي ، قلّبت ساعاتي وأناملي على أن تُشغل وحدتي ومَللي ..
هانجي : هَهه .. شيء مُثير للشفقة ..
سيليا : جداً ..

وأسدل الستار ، على ماذا ؟!
على مشهد يتكرر ويتقلب ، وعلى أمنيات وأوهام لا يعلم كلا الطرفين هل هي حقيقية أم مجاراة للعلاقة الوهمية ! ، حتى ولو كانت حقيقية ! إلا أنه ضحكة من ضحكات إبليس اللعين !

ويذهب الوقت ، والساعات تنتهي ، والدقائق تحتضر ، من أجل إذهاب ال"طفش " والتسلية ..


كَتبَها : د / ماسنجر ..
مَودة ونقاء لكم ..

3 التعليقات:

أعمآق يقول...

اللـــه مَ أجمل النقـاء
فضلا عن المعنى النقي جذبني انتقائك لتلك الكلمات النقيه
حرووووووف تسربت لأعماقي كالماء الزلال

لآفٌض فوك ولا جف قلمك يَ مبدع

غير معرف يقول...

هذا واقع العصر مع وجود وسائل الاتصالات الحديثه الضحك على العقول باسم الحب
سلمت الانامل

زينة يقول...

جميلة تسلسلاً ولغةً ..

إرسال تعليق

شكراً لك على الإطلاع ، بانتظار تعليقك على ما قرأت !
إذا أردت إضافة " لقبك " في التعليق .. إضغط على التعليق بإسم : ثم URL الإسم/العنوان ، إختر لقبك وأترك خانة العنوان فارغة ..
( بعدما تقوم بكتابة التعليق أنقر على " كتابة تعليق " ليتم إرساله )