حَديث .. من حبيـبتي !

عن أي شيء ستكتبُ يا سَلمان .. !
دع عنك أجواء العَمل تلك التي سَرقتك ..
وانسكب على أوراقك ، ودفاترك ..
وخضّبها من فكرك لتزدان وتتجمّل ..
كما كنت في وقتِ فراغك ..
كما كان الليل يناجيك بهدوءهِ ، والقمر يرسل عليك شعاعه لينير كتابتك ، والنسيم يتسلل إلى أهدابك وأضلاعك ومعاني كلماتك ، كما كنت تفعل عندما تبحث عن جملةٍ لتصف بها مايذهب إليه
خيالك وما يتصور ويتكون أمام عينك ..

على غصنٍ مائلٍ غَرّد .. على غصنٍ يابسٍ غرّد ..
بالقربِ من شلالٍ ينصبُّ ماءه في عمقك ، حتى تتكون بحيرة بأرضٍ فسيحةٍ ، ويَنبت بستانك الذي تصوّره بأحرفك ، والخزامى والزّهر على جوانبهِ والجداول تشقّ وسطه من أولهِ إلى آخرهِ ، والشّفق يرسل تحيّته كل صباحٍ ، ويقتبسها الهَجيع كلّ مساء ..

إنّي أراك وأتخيلك تنطق بكلماتك الشاعرية الماضية عندما كنت تصف وجنتيها كأن بها طلوع الشمس ومغيبها :
وبوجنتيكِ طلوعها ومغيبها .. وبمقلتيكِ ينام لون مسائي

إنني أشتاق إليكَ يا سلمان .. فلا تتخلى عني ..
وإنني أتأخر عن كل شيء إلا عنك وعن رغباتك ونداءاتك ..
وأحنّ إلى حَديثك الليليّ على نغمات الورق ..
وماهي إلا خشخشة يتيمة وحيدة تتسلل من بين العالم كله لتكون على ظهرِ البيضاء ..

تقبّل هذا الحَديث الصباحيّ ، لك ..
كما كنتُ أتقبلُ كل شيء منك ..

حَبيبتك ..
نفسك التي بين جنبِيك ..


1 التعليقات:

غير معرف يقول...

وكَذا نحنُ يَ سلمَان فنُفوسنا تحِنُّ إلى بُستان كَلماتكَ لِتستنشق مِنه النّقاءء
لا تُطيل السّفر في أتعاب الحياة فكَم هو مؤرق حنين الأنفُس!

# أعماق .

إرسال تعليق

شكراً لك على الإطلاع ، بانتظار تعليقك على ما قرأت !
إذا أردت إضافة " لقبك " في التعليق .. إضغط على التعليق بإسم : ثم URL الإسم/العنوان ، إختر لقبك وأترك خانة العنوان فارغة ..
( بعدما تقوم بكتابة التعليق أنقر على " كتابة تعليق " ليتم إرساله )