عضوة تؤذيني .. !




إنّهَا القَاضيَة ، إنَّهَا الهَادِمَة ..
سَئمتُ مِن الهُروبِ عَنها ولكنّهَا تُطارِدُنِي ..
تُلاحِقنِي ، تُنادي بِاسْمِي : دكتُور دكتُور ..
إنَّهَا شَرُّ مُنزَل ، يَجبُ الحَذر مِنه ..
لا أستَطِيْع أن أمكُث فِي زَوَايَا المُنتَدى لحَظَات ..
إلا وتَأتِيْنِي رسَالة سَاذجَةٌ مِنهَا ..
تُبَعثِرُ وَقتِي ، وتَشُلُّ هَاجِسِي ، وتَحتَشِدُ فِي عَينِي ..

*

تَسَاءلتُ بَيني وَ بَيْن نَفسِي :
هُل أخبِر الإدَارة عَنهَا ؟! ..
أم أكتُم ذلِك فِيْ دَاخِلِي .. !
أخْشَى أنْ يَكُونَ صَمتِي عَلى أفْعَالَهَا سُوءَاً وأَضُرُّ بهِ نَفْسِي .. !
رَفَعتُ يَديَّ إلَىْ رَبِّي " يَا الله .. يَا الله ،،
اللهُمَّ أبعِدهَا عَنِّي ، وأشْغِلهَا بأَعْدَائِي ، يَا رَبّ يَا رَبّ " ..

*

قَامَت بإضَافَتِي ، كَيْ تُحَادثَني ..
قَبِلتُ وكُلِّي وَجَل ، وعِندَمَا وَجدتُهَا مُتَّصِلَة .. !!!
أصْبَحتُ لا أرَى إلا هِيَ ، لَحِقَتْنِيْ هُنَا ..
ثُمَّ فِي المُحَادَثَةِ ، ثُمَّ فِي الشَّارِع ..
رأتْنِي وأقبَلتْ ولَمْ أكُن أعْرِفهَا ، نَادَت ..
ونَادَت ، ثُمَّ نَادَت ، اخْتَبَأتُ وَاخْتَفَيْت ..

*

الْتَفَتُ حَوْلِي ، يَمنَةً ويَسْرَةً ..
يَا تُرى هَل تَعْرِفُ أحَدَاً غَيْرِي .. ؟!
هَل بَقِيَتْ تُطَارِدُهُمْ كَمَا تُطَارِدُنِي .. ؟!
هَلْ ، وتَأتِي هَلْ أخْرَى ..
وَ سُؤالٌ ، يَجْرِي خَلفَهُ سُؤَال ..

*

حَذّرَ مِنْهَا الإمَام ابن القَيَّم - رَحِمَهُ اللّه - وَ مَنْ هُمْ عَلى شَاكِلتِهَا :

" أرْبَعَة تَهْدِمُ البَدَن : الهَمُّ وَ الحُزْنُ وَ الجُوْعُ والسَّهَرُ " ..


1 التعليقات:

سكون يقول...

رائع وأنا اقرأ شعرت بالخوف فالجأت الى الواحد القهار . هكذا تكون الكتابه تدخل في النفس فتحدث فيها شعور الرهبه أو الحزن أو السعادة. لك الشكر

إرسال تعليق

شكراً لك على الإطلاع ، بانتظار تعليقك على ما قرأت !
إذا أردت إضافة " لقبك " في التعليق .. إضغط على التعليق بإسم : ثم URL الإسم/العنوان ، إختر لقبك وأترك خانة العنوان فارغة ..
( بعدما تقوم بكتابة التعليق أنقر على " كتابة تعليق " ليتم إرساله )